شارك كاتب الدولة المكلف بالانتقال الطاقي السيد وائل شوشان في أشغال المنتدى الدولي الذي احتضنته مدينة سورينتو الإيطالية يومي 16 و17 ماي الجاري تحت شعار “نحو الجنوب: الاستراتيجية الأوروبية من أجل حقبة جيوسياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية جديدة في منطقة المتوسط” وذلك بحضور سفير تونس بإيطاليا السيد مراد بورحلة وقنصل تونس بنابولي السيد خالد الفقيه.
وشهد هذا المنتدى مشاركة عدد هام من المسؤولين على غرار وزير الفلاحة والسيادة الغذائية والغابات الايطالي السيد Francesco Lollobrigida و وزير الحماية المدنية والسياسات البحرية الإيطالي السيد Nello Musumeci ووزير الفلاحة والصيد البحري والتغذية الإسباني السيد Luis Planas Puchades ووزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة الجزائري السيد محمد عرقاب إلى جانب مشاركة نائب الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية السيد Raffaele Fitto والأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط السيد ناصر كمال وعدد هام من المسؤولين رفيعي المستوى وممثلين عن المؤسسات الإقليمية ومؤسسات التمويل الدولية ونخبة من صناع القرار والخبراء.
وشارك كاتب الدولة في الجلسة الحوارية التي انعقدت على هامش المنتدى والتي تمحورت حول “الدور الاستراتيجي للبحر الأبيض المتوسط في مسار الانتقال الطاقي الدولي: الإنجازات والاستراتيجيات”.
وأكد السيد وائل شوشان على أهمية هذا المنتدى الذي يناقش الدور المحوري للمنطقة المتوسطية في دعم التحول نحو الطاقة المستدامة والحرص المشترك على إرساء استراتيجية جديدة خاصة في ظل التحديات الكبرى التي يواجهها العالم أبرزها عدم الاستقرار في أسواق الطاقة والتطور الصناعي.
وقال إن الانتقال الطاقي لن ينجح الا من خلال دعم الشراكة المتوسطية التي أصبحت اليوم ضرورة ملحة معلنا استعداد تونس للقيام بدورها وتقاسم خبرتها لبناء مستقبل طاقي مستدام وتأمين التزود بالطاقة على المستوى الوطني والإقليمي.
واستعرض في مداخلته الاستراتيجية الوطنية للطاقة في أفق 2035 والتي جعلت من الانتقال الطاقي رافعة للتنمية وجاءت في انسجام مع الاهداف الاستراتيجية لضفتي المتوسط مشيرا إلى أبرز الإصلاحات التي باشرتها الوزارة لدعم الاستراتيجية الوطنية للطاقة والهادفة إلى تحقيق النجاعة الطاقية وتنويع المزيج الطاقي وتعزيز الربط الإقليمي واستخدام التكنولوجيا المبتكرة، وذلك بهدف التقليص من استهلاك الطاقة مقابل زيادة حصة الطاقات المتجددة في إنتاج الكهرباء مشيرا إلى حزمة المشاريع الطموحة التي بصدد الانجاز على غرار مشروع الربط الكهربائي بين تونس وإيطالياELMED الذي سيمثل اول ربط ذات تيار مستمر بين أوروبا وافريقيا . كما سيسرع اندماج تونس في السوق الأوروبية للكهرباء هذا إلى جانب أنه يعكس التعاون المثمر مع الاتحاد الأوروبي الذي يعد شريكا استراتيجيا لتونس في عديد القطاعات.
ودعا كاتب الدولة في هذا السياق، إلى توحيد الجهود والعمل على تعبئة الموارد المالية وتبادل الخبرات التقنية لانجاز المشاريع الجديدة التي من شأنها توسيع آفاق التبادل الطاقي وإحداث فرص عمل جديدة وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام مشيرا إلى ما تزخر به منطقة البحر الأبيض المتوسط من إمكانات لبلوغ الأهداف المرجوة.
وتطرق في هذا السياق إلى ما يجب ان تبذله كل الدول من جهود لاعتماد نموذج طاقي يرتكز على الاستخدام المسؤول لمواردنا وقادر على تلبية الاحتياجات الطاقية مع ضمان الانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون وبناء مستقبل طاقي أكثر استقراراً وتوازناً في منطقة المتوسط.
من جهة أخرى، مثلت مشاركة السيد وائل شوشان في النسخة الرابعة من المنتدى مناسبة اجتمع خلالها بوزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة الجزائري السيد محمد عرقاب الذي كان مرفوقا بالرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك السيد رشيد حشيشي والرئيس المدير العام لمجمع سونلغاز السيد مراد عجال، حيث تناولا العلاقات العريقة التي تجمع تونس بالجزائر خاصة في القطاع الطاقي والتعاون المثمر بين الشركة التونسية للكهرباء والغاز ومجمعي سوناطراك وسونلغاز. كما تطرقا إلى آفاق تطوير المشاريع المشتركة ولا سيما تعزيز الربط الكهربائي الثلاثي بين تونس والجزائر وليبيا.
كما إلتقى بالمدير العام للمجمع الإيطالي للكهرباء Edison السيد Nicola Monti، حيث استعرض كاتب الدولة أبرز محاور البرنامج الوطني للانتقال الطاقي ومختلف الأنظمة التي تميزه مؤكدا على ضرورة توسيع مجالات الشراكة لتشمل الابتكار في مجال الطاقة النظيفة وتعزيز الاستثمارات الثنائية التي من شأنها تحقيق الأمن الطاقي والتنمية المستدامة بين البلدين.
يشار إلى هذا المنتدى انتظم ببادرة من مؤسسة البيت الأوروبي – أمبروسيتي ” The European House – Ambrosetti” مسلطا الضوء على المواضيع ذات الاهتمام المشترك في منطقة البحر الأبيض المتوسط على غرار الرؤية الجديدة للطاقة في جنوب أوروبا ومنطقة المتوسط ودور المنطقة في تنفيذ الرؤية الأوروبية الجديدة للتعاون مع إفريقيا. وتوج هذا المنتدى ب اصدار النسخة الرابعة من الكتاب الأبيض “نحو الجنوب” والذي تضمن 10 رسائل أساسية منها الدور المحوري لمنطقة المتوسط في مواجهة التحديات الجيو-اقتصادية.